ماجد سنحان الشرعبي ــ يكتب : أطفال المخيمات

*أطفال المخيمات مع غياب الانسانية* 

نظرة ترج الي وتد الخيمة من  عيون أطفال تسلل الخوف الي قلوبهم البرية ، أملين أن تبقى خيمتهم بمنأى عن الاقتلاع ، صفير الرياح الذي يحرك جدران سكنهم الوهمية ينقل الرعب الي نفوسهم فترتعد أطرافهم برداً وتختلط دموعهم بمفرازات أنوفهم الصغيرة المحمرة ..

كل قطرة من المطر فوق سقف خيمتهم البائسه تخيّل إلهم كأنها  ضربة إزميل تنذر بخطر الموت ، تتبادر الي أذانهم الغضة بإستمرار صور البيوت المفروشة بالسجّاد الفاخر، والمدافئ المتوهجة وأصناف الطعام  الشهي المنضّد بعناية فائقة والذي تنطلق منه أبخرة النضج التي تكرس غريزة الجوع لديهم ، يمج أطفال المخيمات لعابهم تحسراً على لوحة جميلة رسموها لتوهم في مخيلاتهم الحالمة.

لكن سرعان ما تبددت حين انتبهو لعاصفة أخرى تهز مسكنهم القماشي المهدد بالأقتلاع ...

ويزدادون رجاء لوتد الخيمة ألا يخذلهم وأن يبقى ثابتاً يحرس أرواحهم  الصغيرة من كابوس العراء الذي يتراءى بين أعينهم الرامشة خوفاً وجزعا..

بينما تزداد الأم تشبثاً بالوتد الراقص بقلبٍ مذعور ودموع حبيسة المقل لنجعل إنسانيتُنا تحفهم وتلامس  فؤادهم

لكم الله يا أطفال المخيمات.

بقلم:ماجد سنحان الشرعبي...