تكتب إحداهن ــ بقلم : عبد الرحمن المكش

تكتب إحداهن:

شاباً يقتات من نكده! ماذا لو يكتب حرفا آخر للأمل والحب، ماذا لو ينظر بشكلٍ مختلف؟ ماذا لو يخرج رأسه من نافذة التفاؤل؟

قد يصنع جملا عجيبة.

لم تدرك البتة أن عدد الأغبياء الذين يتهافتون نحو الموت ويتركون خلفهم أنيناً وحفراً مجهولةً يزداد،

ولم تعي جيداً أن الرسومات تغطي أزقة المدينة، وآخر رجلٍ هنالك يبدو غريباً وجباناً بشكلٍ فائض.

تسرقني من ملامح وجهي ليخيل لها أني بذلك البهاء! حقا ماذا لو قرأتني من خلف الحرف؟!

ستجدني ركناً مهجوراً في الهضبة المجاورة للقرية، تدور الحكاية بأني يسكنني مارد منذ حقبة طويلة، فيخشى الأطفال التجول في مقربة مني.


ويسألني هذا المساء عن وطن في جلباب الموت يودع أطفاله،

وتتسارع النبضات خلف أسوار الغربة، وتضارعني البؤساء مطلع هذا المساء،


كل ما في الأمر أني أخفيت أحلامي في هذه المدينة الباهتة ، 

وبت كساعي بريد يقرقع كل دار ويبعثر ابتسامته الخافتة للغرباء ولا يعي حقاً ما يحدث له ولا ما يحدث في أزقة هذا الوطن المسروق.



عبدالرحمن المكش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رمضان متحدثا قبل رحيله ــ شعر : مهيوب الجعدي

عبد الرزاق الكميم ــ يكتب : تباشير

أين ليلى؟ ــ شعر : صلاح الدين سنان