الطبيبة ــ للشاعر : محمد السلمي

الطبيبة


بيضاءُ يلبسها الخمارُ الأبيضُ

تُشفي الأليمَ كما تشاءُ وتُمرضُ !


تتعطرُ الجدرانُ من نظراتها

جفنٌ على سَعفِ المرايا يركضُ


يا صدرها هل للغريبِ هوية ؟ٌ

روحي على شُرفاتِ بابكَ تُجهض !


أجَّاصتانِ عليهما سماعةٌ

للأذنِ تنبضُ بالذي أنا أنبضُ !


قالت عجوزٌ في السريرِ لأختها :

لا تعذريها إنَّها تستعرضُ !


أوَما ترينَ العطرَ ؟.. ثمَّ تنهدت

يا أختُ أعرافُ القبيلةِ ترفضُ !


آهٍ وما زال الكلامُ كلامها

لو كنتُ أعرفُ من سريري أنهضُ


يمضي السكونُ على تقشُّفِ رأيها

ولغيرها رأيٌ أجلُّ وأعرضُ !


" ما زلتَ في خطرٍ " تقولُ طبيبتي

وسديمُ سمتها الطريةِ يومضُ


وتقولُ : خذ نفَساً عميقاً ثالثاً

وتجسُّ أطرافي تشدُّ وتقبضُ


وتقيسُ ضغطي ثمَّ تسحبُ من دمي

.. إنَّ الزمانَ الآنَ ليسَ يعوَّضُ


مَرِضَ الرخامُ من احتواءِ قوامها

تلكَ الطبيبةُ كيفَ كيفَ ستمرضُ ؟!


وسألتها : ما بي ؟ فقالت : هاهنا

ستنامُ يوماً .. هل رفيقكَ يرفضُ ؟!


" فلتفعلي ما شئتِ " قلت لها أنا

أنا لا رفيقَ معي بذاكَ أفوَّضُ



إنَّ الرفاقَ إذا مرضتُ تناثروا

وإذا همُ احتاجوا إليَّ تعرضوا


يكفيكِ تعريضاً بدائي إنني

أدري ولو ظلَّ الكلامُ يُعرَّض


#شعر محمد السلمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رمضان متحدثا قبل رحيله ــ شعر : مهيوب الجعدي

عبد الرزاق الكميم ــ يكتب : تباشير

أين ليلى؟ ــ شعر : صلاح الدين سنان