أوجاع النوى ــ شعر : يحيى صالح العفيري



(أوجاع النوى

.✍🏻/ يحيى صالح العفيري)


 أغريتِ عيني حين لامسك الندى

وبدا  عــلى خــديك  بــدرٌ ثاني


أغريت عينــي حين هبت نسمةٌ

عــبثت بــشعرٍ حــالكٍ  أغــواني


رُسمت  على شفتيكِ أجملُ بسمةٍ

مصــحوبةٍ  بتــوهــجٍ    أردانــي


فــفقدت لبي واعتــرتني نشــوةٌ

وهويــت في نــومٍ علا  أجفــاني


يا أيها المجروح ما  صنــع  الهوى

لــك غيــرُ  أثوابٍ  من  الأكفــانِ


ها قــد أذبــت الروح شعرا كلما

هبــت رياح الشــوق في الوجدانِ


ما غر قلــبي في  هواكِ للحظةٍ

في  ظــلها حر  الــجحيم أتاني


شيدتُ فوق البحر قصر سعادتي

فانهــد بنياني عــلى جثــماني


ووهبــت عمري للخيال ولم أفق

إلا بــرد بضــاعتي وحنــانــي


يامن بفعــلتهِ أمــات مشــاعري

وبوهمهِ قد فك عقــد  لــساني


ستظلُ تلعنك   الحروف  بكلمتي

وتظــلُ مكــربةً مــن الأحــزانِ


فالجرح لن يُشفى وإن أعــطيتهُ

تريــاق أهــل الأرض  بالأزمــانِ


بالامس كان العيد يأتي  مبــهجا

والحب كان  بنــبضة  الشــريانِ


فيجوب اصقاع الفؤاد  بفــرحةٍ

 ويعمــر الأحــشاء   بالــسلوانِ


والصبح يهدي الكون قبلة هائمٍ

ممزوجــةً في  أعــذبِ  الألحانِ


والشوق يعصف بالأنام جميعهم

ورياحهُ تطــفي لظى النــيرانِ


أما الاحبــة فالورود   تحــفهم

مــن كــل ناحــيةٍ بكــل مكانِ


وأنا أغــني للــزمان  حبــيبتي

ومشاعري تهــدي  إليكِ تــهاني


واليوم هلَّ  العيــد فوق ربوعنا

والأرض تلبــس تحفة الافــنانِ


وأنا سكــنتُ   بملجىء ٍ أرجــاؤهُ

دمع الفــراق ولــوعة الــهجرانِ


فيه الفؤاد يذوق كربة  يــونسٍ

أو حــزن يعقــوب الذي آوانــي


وطلاؤه  من  أسودٍ  قد  فــصلت

أثــوابهِ  مــن  أنــةٍ الخــسرانِ


أنــات قلــبي من  ترتل  حرفها

هي كالرثاء بمــلجئي  وبيــاني


أقــتات ألامي كحــلوى  عاشــقٍ

قد جاء فــي الاعيــاد  للــخلانِ


فلقد حملت جراح قلبي في يدي

كخــواتمٍ شــلَّتْ حــِراكَ  بــناني


اغفــو وعزرائيل  يرقب  لحظةً

فيها  ليُخــرجَ   مهجــةَ  الأبدانِ


أهــوى المــنون لعله إن يأتــني

سيــريحني مــن عــالمٍ خــوانِ


فيه  القلوب  القاســيات   علامةٌ

للــجور ، ليســت شيمةَ  الأنسانِ


العيــد في هذه  الحياة  كــمأتمٍ

فيه   العويلُ  ودمــعةُ  العــينانِ


فجثا على صدر الجريح ولم يزل

يبقيه   في ديجــورة   الأحــزانِ


يا أيها الضيم  المطل على الربى

هلا اتحــت لنا الســرور ثــوان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رمضان متحدثا قبل رحيله ــ شعر : مهيوب الجعدي

عبد الرزاق الكميم ــ يكتب : تباشير

أين ليلى؟ ــ شعر : صلاح الدين سنان