الشيطانة راضية ــ للشاعر : عبد السلام البالغ ـ اليمن

الشيطانة راضية


جاءت ليملأ شوكها أرجائي

لِتحيطني بمخالب الأعداء


ميلادها الليل البهيم مسربلا

يهمي شراهة نقمةٍ وشقاء


قَلت خُطاها العاثراتِ تخلفي

أين اتجهت تلبدت أجوائي


تاه المسير ودربها في وحشة

هَطِلٌ كفيروس السقام البائي


خدعت سحائبها اللعينة نخوتي

وأنا الإباء على الثرى ودمائي


منعت على الحر الأبي بقاءه

جعلت خؤون مدائني مولائي


مَلكتْ   ثراءً  فاق. كل. تصورٍ

مُلكَ الضَعيفِ عَباءة النّعماء

ِ

سهمٌ تَهَكَّمَ قدر شاء ولم يزل

بقداح شؤمٍ. يجتبي  إردائي


هي مَن نرى رغم الحضور نعامة

رضخت قواها لطائر  العنقاء


وكأنما  رُسمت بريشة  حاقدٍ 

حقدا تجوس بأقدس الأسماء


وكأنها.   لمّا  استهلت.  عهدها

جَرح إليه. تقودني.  أهوائي


قد كان رمحي في الكنان مسالما

إن لم تكن مَن . بادرت   إدمائي


مهما أكون. وفي الشرور رفيفها

فأنا الذي أغفى الظلامَ ضيائي


جرحٌ  أنا ولَّى    وجرحٌ  قادم

عجزت مقابر  حقدها  إنهائي


من ذا هي ? 

من ذا أنا ?

متوشحا ماضٍ عريق 

شاسع الأنداء


لا غير من جعل الحياة كرامة

وشموخ.  علياء  الجبال  ردائي


من غيره حين استدار بسيفه

نحو  الظلام  مجندلُ.  الأعداء


واليوم أرقص  كالرحى مقبوضة

بيدٍ . يذر.  طحينُها.     أشلائي


لا حَلّ. يجدي  والجناح.  مكسرٌ

والحلم في عوج الدروب النائي


لم يبق َ ليْ  أفق  يلوح  لأبتديْ

إنقاذَ   ما   أبقيتُ  من. أجزائي !!


عبدالسلام البالغ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رمضان متحدثا قبل رحيله ــ شعر : مهيوب الجعدي

عبد الرزاق الكميم ــ يكتب : تباشير

أين ليلى؟ ــ شعر : صلاح الدين سنان